10- عنْ أبي هُريرةَ رضيَ اللّه عنهُ عن النبي صلى الله عليه وسلم قالَ :" سَبْعةٌ يظُلُّهُمُ الله تَعالى في ظِلِّهِ يَومَ لا ظل إلا ظِلُّهُ إمامٌ عادلٌ وشـابٌّ نشَـأَ في عِبادَةِ اللّه، وَرَجُلٌ قلْبُهُ مُعَلَّقٌ في المساجدِ، وَرَجُلانِ تحابَّا في اللّه اجْتَمعا عليْهِ وتَفَرقا عليْهِ، وَرُجلٌ دَعتْهُ امرَأَةٌ ذاتُ مَنصبٍ وجَمالٍ فقال: إني أَخافُ اللّه، ورجَلٌ تصدّقَ بصَدقةٍ فأخفاها حتّى لا تعْلَمَ شمالُهُ ما تنفِقُ يَمينُهُ، ورجُلٌ ذكرَ اللّه خالياً ففاضَتْ عيناهُ ". متفق عليهِ. و هذا لفْظُ البخارِيِّ في كتـابِ الزكاةِ باب 16.
شرح المفـردات :
سبعــة أي سبعة أصناف من المؤمنين.
إمام عـادل حاكـم الدولة العادل الذي يضع كل شيء بموضعه المشروع.
نشـأ في عبـادة اللّه شب وترعرع ملازماً لعبادة اللّه.
قلبه معلق في المساجـد شديد الحب لها وملازمـة الجـماعـة فيهـا.
اجتمعا عليه وتفرقا عليه اجتمعا على حب اللّه وافترقا عليه.
دعته طلبته إلى فعل فاحشة الزنا.
ذات منصب هي صاحـبـة الحسـب والـنسب الشريف.
لا تعلم شماله ما تنفق يمينه أي لا تدرىِ يده اليسرى عـما تنفقه اليمنى، وهذا مبالغة في التخفي.
خالياً منفـرداً.
فاضـت عينـاه أي سال منها الدمع خوفاً من اللّه أو شوقاً إليه.
المعنى الإِجمـالي:
يخبر النبي صلى الله عليه وسلم أمته مرغباً لهم في خصال الخير- أن أصنافاً من المؤمنين يوم القيامة يقيهم اللّه من حرارة الشمس التي تدنو حتى تكون قدر ميل فوق رؤوس الناس فتشتد عليهم بحرارتها وتوهجها ويسلم من هذا الحر الذين في ظله ومنهم :
1 - الإِمام العادل الذي يتبع أمر اللّه بوضع كل شيء في موضعه من غير إفـراط ولا تفريط فلا يخاف من ظلمـه الضعفاء والمساكين، ولا يطمع فيما عنده الأغنياء والأقوياء.
2 - وشاب ترعرع ونشأ منذ نعومة أظفاره وهو ملازم لطاعة ربه فلم تكن له صبوة أو جهالة مع قوة داعي الشهوة عنده.
3 - ورجل أحب المساجد وتعلق قلبه بها حباً في العبادة فلا يخرج منها إلا وينتظر العودة إليها.
4 - ورجلان تآخيا في اللّه جمعهما الحب في اللّه فكانا على ذلك حال اجتماعهما وحال افتراقهما حتى ماتا وهما على ذلك.
5 - ورجل طلبته امرأة صاحبة حسب ونسب شريف وجاه وجمال أو مال وجمال إلى فعل فاحشة الزنا فصبر عن ذلك خوفاً من اللّه سبحانه وتعالى.
6 - ورجل تصدق فبالغ في إخفاء صدقته حتى لو قدر أن يده اليسرى إنسانٌ لما رأى ما أنفقته يمينه.
7 - ورجل ذكر اللّه بقلبه أو بلسانه خالياً من الالتفات إلى غير اللّه فبكى أو فاضت الـدمـوع من عينيه خشية وخـوفـاً من اللّه سبحانه وتعالى.
وذكر الرجال في هذا الحديث لا يفهم منه التخصيص بل يشترك النساء معهم فيما ذكر. إلا أن يقصد بالإِمام العادل الإِمـامـة العظمى فلا تدخـل المرأة وكذلك خصلة ملازمة المسجد لأن صلاة المرأة في بيتها أفضل من المسجد.
أهم الفوائـد:
1 - شدة أهوال يوم القيامة ونجاة الصالحين منها.
2 - بيان منزلة الحاكم العادل في رعيته إذ هو أول السبعة.
3 - فضل من شب على طاعة اللّه واجتنب المعاصي.
4 - الحث على ذكر اللّه بالقلب واللسان.
5 - فضل التحاب في اللّه وبيان عظم فضله.
6 - فضل البكاء من خشية اللّه.
7 - الصبر عن المعاصي ومجاهدة النفس في ذلك.
8 - إذا كان الداعي إلى المعصية أقوى كان الأجر أكثر.
9 - عظم ثواب الصدقة الخفية لكمال الإِخلاص فيها