سحابات الحزن تتدافع وببطء لتتسلل إلى نفسه..لتخنق ذلك الوميض بداخله..
كان في صباح هذا اليوم يرسم ابتسامة سعيدة تحكي أمله في طول بقاء
كان يبث أحلامه عبر الأثير..
وكان هو المستمع لها وحده..أورق قلبه..وأزهر..فعلَت وجهه نضرة..
فحركت منه كل ساكن ليطلق ضحكة من الأعماق..
ضحكة ممزوجة بالأمل ممتدة في نفسه امتداد الأفق..ومشرقة في روحه التى
عانت ذبولاً..إشراق شمس في أول النهار حينما تسفر للكون عن ابتسامة حياة..
أحزاننا..
أحياناً تلفنا تحتوينا ..تحن علينا كما الأم الرؤوم..وأفراحنا في دنيانا أماً عقت
أبناءها..ووعدتهم بلقاء..
ومن الأحزان ماله مذاق خاص..هذا المذاق لايمكن أن تنساه..لأنه يبسط سحبه على نفسك لتحبسك فيها فلا تستطيع
فكاكاً منها..لتراها..وتذوقها..وتشمها. .وتلمسها..
فإن رحلت..تركت لها صورة في كل جارحة منك..تشعر بها..وإن غادرك الحزن..
أحزاننا
توقفنا وقفات في هذا الطريق الذي نسلكه..لتعلمنا حقيقة الدنيا..
وتسفر عن وجهها القبيح..حين تترحل مسراتها..فتكشر علينا بأقبح صورة..
لنسلّم ألاّ بقاء..
هاهي أمانيه..تتراقص له كعرائس جميلات..تراشيه ..وقد بسطت له في صفحة الكون
مثولاً..أن هلمّ..فنحن لك..
فاستبح ماشئت منا ..
سار..وهو ينظر أمامه وقد علا صوت في الأفق..صمّ أذنيه عنه..
ومضى مسرعاً في طريقه..
**إضاءة**
لا تغتر بدنياك..فمهما ابتسمت لك..أبكتك..ومهما أعطتك..أخذت منك.
واعمل لآخرتك..فإن خيرها أبقى..ووعدها أوفى..