هل من الممكن أن تنقضي دروس يتعلمها الإنسان في دنياه!!
أم أنّه في كل يومٍ يظفر بدرس ليضيفه إلى جعبة التعلّم..!!
في كل يوم ٍ يمضي في حياتنا يمرُّ سريعاً أو بطيئاً تُخطُّ في صفحات العمر حروفٌ تُحفر حفراً
لتكون أثبت وأبقى..
كيف لا وهي دروس وعبر ربّانيّة يسوقها العليم الخبير..!!
إنّ كل أنواع التعلّم تؤثر في النفوس..لكنهاقد تحتاج إلى تكرار مرةً بعد مرّة كيما تتأكد المعلومة..
أمّا تلك الدروس الربّانية المتفرّدة, تمثُل أمامك صورة مشاهدة جليّة لاغبش فيها
فلايستطيع القلب أن يلتفت عنها..أو يتشاغل بسواها, إذإنها, وإن غابت
عادت مرة أخرى في الذهن.لتبسط سلطان الاعتبار وبقوّة..فترى تلك الدروس هذه المرة تمارس طرقاً آخر على الشعور..تؤكد فيه المعلومة ,لكن بصورة لطيفة..
وفي هذه الصورةيتجلّى لك فيها لطف ربّاني..يعاودك مرة بعد مرة لتشرق نفسك بعبرة
عظيمة تخرج بها مختاراً لا مكرهاً..
ويتجلّى أمامك في موضعٍ آخر..درس تعجز النفس عن استيعابه لولا لطف الله عزوجل حينما
جعل هذه النفس تضطرب لهول الموقف ثمّ تسكن لمولاها..وتخرج بعبرة عظيمة يُطأطىء فيها
العبدرأسه معلناً إذعانه وإخباته لمولاه وسيده..
فترفع رأسك تسترق النظر..وتقرأ في صفحةالكون حروفاً رسمت.. درساً ربّانياً محكماً تسير فيه أنت ..فينطق لسانك ويذلُّ بعبرة عظيمة قد ترسخت في النفس وضربت أطناب العزة فيها
"ذلك لتعلموا أنّ الله على كل شيءٍ قديرٌ وأنّ الله قد أحاط بكلِّ شيءٍ علماً.."
لمّا يستفرغ أحدناوسعه للوصول لما خطط ورسم..ويسير نحو الهدف ..قد يعرض له ما يجعل
القدم تتعثر فتسقط..وتتألم..لكنه ليس سقوط تقصير..ولكنه تعثر ..يحصل منه التعلّم..ولابد.
تعثّر يجعلك تتوقف هنيهة لتوقف عجلة الزمن معك .فتحدث للقلب يقظة من سبات.وتحدّق ببصرك لمحل عبرة..لتحيط بك عزة العزيز..فتجري أسبابها بأمر الحكيم العليم ,فتقهرك وتغلبك وتوقفك في محلك عن سيرك..فتلتفت يمنة ويسرةتريد مخرجاً..لعلك تُغالب.أو تدافع...وهيهات أن تمكّن!!
كلّ ذلك..لتخرج من هذه العثرة بعبرة.. عبرةتحوط بقلبك ,فتطير به في علو..ليخرّ ساجداً عند العرش..معترفاً بربوبية الرب..مذعناً..أنّ العزيز لايغالب وأنّ قدرته لاتُقهر..فلو أمضى أمراً فلامانع..ولو عطّل أمراً فلا مدافع..
فسبحان من ذلت له أعناق العباد اعترافاً بربوبيته وقهره وغلبته..