أن تفترش الأرض ترفاً..سلوك قد تراه من بعض الذين تشبعوا من الملذات حتى مجّوها
فارادوا الخروج عن مألوفاتهم لالشيء إلا للتجربة وكسر العادة..
فتراهم في بعض البلدان التي تمارس الحريات المطلقة..وقد افترشوا الأرض وطاءً
والتحفوا السماء غطاءً وتقلّبوا في الفضاء دون استحياء..يستوي في ذلك رجالهم ونساؤهم..
وهؤلاء بلاشك لاتشفق عليهم أبداً ,ذلك لأنك تخرج بقناعة أنهم مافعلوه إلا ترفاً ورغبة في
كسر روتين حياتهم التي ذاقوا منها حد الإشباع..
لكنك حين تقلّب بصرك في طائفة ٍأخرى من الناس وتراها قد افترشت الطرقات اضطراراً
تتوقف كثيراً وتسأل نفسك:
كيف ينام هؤلاء؟
كيف يشعرون بالأمان؟
كيف يتقلبون على قارعة الطريق؟
ألا يخشون من دهسٍ..!
ترى كيف غمضت جفونهم وهم في العراء..وليتهم في فضاء عار ٍ عن المقلقات والمزعجات
بل هو فضاء ملىء بكل ماهو مقلق أو مدعاة لوقوع الضرر..!!
وصورة أخرى تراها لطائفةٍ من الناس قد اعتلت ظهور المركبات, و نامت قريرة العين وفرشت ذراعيها للسماء..وابتسامة رضا تعلو وجوههم الشاحبة..
ترى كيف غمض جفن هؤلاءفوق هذه المركبة وهي تطوِّحهم يمنة ويسرة!!
وياليته كان واحداً , بل تكدست بجانبه أكوام من البشر بعضهم فوق بعض
قد شاطروه هذه الإغفاءة الهنيئة..!!
حالٌ يدعو للعجب..ويجعلنا نتأمل طويلاً..
و رغم البون الشاسع بين الصورتين الأولى والثانية إلا إنّ هناك قاسم ٌمشترك ٌبينهما ألا
وهو الافتراش في الفضاء..وفي حالة لايشوبها شيئاً من القلق أو الفزع..
أترانا نستطيع أن نكون كهؤلاء أو أولئك!!
بالطبع ستكون الإجابة بالسلب..ولكن لو كانت لنا ظروفهم..أترانا سنجد اختياراً آخر!!
بالطبع..لا..
نِعمٌ تتلوها نِعم ,نرفُل فيها..
فلنحافظ عليها حتى لاتشرد منا..
* قال الحسن البصري رحمه الله:" النعم وحشية فقيدوها بالشكر"