اتقوا الله في النساء . واتقين الله يانساء
موضوع حديثي اليوم جريء جدًا ومهم جدًا وكان لا بد منه إراحة لضميري ومعذرة إلى ربي بعد أن صار بلية من البلايا التي لا يمكن السكوت عنها أو تجاهلها .
حديثي اليوم عن بعض مشاهير ممن اتزروا بإزار الدين و ارتدوا عباءته ليخفوا ملامح نفوسهم المشوهة وليتزينوا للناس بما ليس فيهم تملقًا ونفاقًا في أبشع طريق وجدت على وجه الأرض للوصولية والتملق .
حديثي اليوم عن بعض منافقي هذا الزمان الذي تصدروا وظهروا للناس على أنهم حماة دين وعقيدة وجهاد بينما هم يهدمون أركانه ويعبثون بأصوله ومنهجه .
فهذه على سبيل المثال شخصية معروفة ولها عند بعض الناس وزنها وثقلها ومنهم من يثق بها يتملق ويرتدي تلك العباءة زورًا وبهتانًا ليقرصن قلوب النساء . ولا أقول قلوب العذارى بل النساء أي امرأة ومهما كان سنها ووضعها الاجتماعي فهو ومنذ أو لقاء أو حديث من أي نوع وأي وسيلة وتحت أي ذريعة أو غاية يبدأ في الخضوع بالقول وإظهار الأدب الشديد الملفت للنظر وينتقي كلماته بعناية شديدة تلك الكلمات التي تكون بمثابة السهم الذي يخترق قلب هذه الأنثى شيئًا فشيٍئًا حتى يمزقه ويحطمه .ثم يتظاهر بأنه ارتاح لحديثها ووثق بعقلها فيبدأ بمناقشتها وعرض مشاكله عليها . ومن ثم ما يلبث حتى يحكي لها همومه وأسراره وهكذا دواليك حتى يوهمها بحبه وبأخذها بتلابيب قلبه وأنها الراحة والأمام والسكن والمسكن الذي يريحه من هموم الحياة وأعبائها ويأتي الداء الذي يشتت قلبها ويمزق فكرها ويعمي عقلها وبصيرتها ويشل إرادتها وهو داء الحب والتعلق حتى تلغي هذه المرأة شخصيتها ولا أقول عقلها فحسب وتنقاد له كمعزة إلى مسلخ . وعذرًا على التشبيه .
وهنا يبدأ في ابتزازها ابتزازًا خبيثًا باسم الحب و الشوق والمشاعر التي أتقن جدًا حالاتها واستعملها جيدًا فأصابت الهدف وقد يكون الهدف ماديًا وقد يكون للتسلية و إشباع عقدة النقص فيه أو إرضاء غروره الذكوري وقد يكون غرضًا خبيثًا كأبشع ما يكون من غرض وقد تجتمع الأغراض لديه ويبدأ بالوصول إليها شيئًا فشيًا فإن هو استنفذ ما عندها ووصل لمآربه وظن أن لا مزيد لديها ذهب يتصيد في مستنقع آخر فريسة أخرى .
والمرأة مخلوق ضعيف ونقطة ضعفها في مشاعرها وقلبها إلا من رحم ربي فحين تتراكم الذنوب ويضعف الإيمان تسيطر النفس الأمارة ويقود الهوى إلى مهاوي الردى . وقد تكون المرأة على أفضل ما يكون من خلق ودين ولكن من يتعرض للفتنة تهزمه ومن يحوم حول الحمى يقع فيه ومن يتصدر للشبهات تفتك به ومن كان على مرمى النبال ولم يحتط فهي لا شك تمزقه .
فإلى أمثال هؤلاء أقول . اتقوا الله في النساء فوالله لا تقووا على مخاصمتهن أمام رب العزة والجلال فكم من قلبِ حطّمتم وكم من بيتِ هدمتم وكم من مشروع زواج أفشلتم وكم من زواج قائم أفسدتم وكم من نفوس دمّرتم .فاتقوا الله ياهؤلاء فوالله الذي لا إله إلا هو إن الله يمهل ولا يهمل ولتجدون مغبته عاجلًا في أنفسكم وأموالكم وأولادكم .ونسائكم فاتقوا الله .
وللنساء أقول . إن الحلال بين والحرام بين وبينهما الشبهات ومن تجرأ وهتك سترًا ومشى في طريق الغي خطوة فإنه قدمه تنزلق فيه فاحذري من تلون الأفاعي وتجنبي مواطن الفساد فدينك حماك وحفظك ومنع الخضوع بالقول والخلوة ومن هان شأنها عليها هانت على الناس ومن هانت هانت وليكن لك عبرة في تلك الكلمات فلعل الله ساقها إليك لتوقظك , فتداركي أمرك ولينتبه من الإغلاق قلبك وليتخلص من العمى عقلك وبصيرتك . فطريق الزواج واضح وبابه معروف فلا يخدعنك متسلقي الجدران ولا يغرنك معسول الكلام فالكلام كثير ورخيص والعمل له أصحابه وأهله فالمشاعر الحقيقية هي التي تسطرها الأفعال لا السطور والمهمات لا الكلمات فلا تلتفتي لمن يرونق لك العبارات وانظري ماذا قد نفّذ منها .
وختمًا كانت هذه كلمات من قلب يتمزق على بعض أخوات جئنني يشتكين ويبكين ومن عذاب الحب يتلوين ويكتوين فقد أوردن أنفسهن الموارد وبات الرجوع صعبًا لكنه ليس بمستحيل .
وهي كلمات تحذير لمن هي على الجادة مازالت فلا تحيدي واثبتي على طريق الحق الرشيد .
نفعني الله وإياكم بها وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه اللهم آمين